رسالة ترحيب من مدير عام المركز
Akram Elkaseh
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى ، ورسوله المجتبى ، المبعوث بالرحمة محمد " صلى الله عليه وسلم ".
أما بعد ...
يقول الله تعالـى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور" صدق الله العظيم
العلمـاء ورثة الأنبياء ، والميراث هو العلم ، فقد حفظ الله هذا العلم بالعلماء ، فما كان منهم إلا تجنيد النفس لتوصيل كلمة التوحيد ، امتدادا للمسيرة الخالدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
لقد شهد الربع الأخير من القرن العشرين تغيرات وتحولات هائلة في النظم الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والسياسية . وامتدت آثارها لتلمس كافة جوانب الحياة ، رغم أن الدول المتقدمة تعتبر المحرك والمصدر الرئيسي لهده التغيرات والتحولات ، إلا أن الدول النامية تجد نفسها في وضع يحتم عليها ضرورة التواؤم مع هذه التغيرات والتحولات ، بل المشاركة الفعالة فـي صياغتها كلما أمكن وبالتقدير الممكن ، كما فرضت هذه المعطيات الخوض بلا تأخير في التقدم الهائل في تكنولوجيات بأنواعها منها تكنولوجية الاتصالات والمعلومات وانتشار شبكات الاتصال العالمية التي تربط كافة أرجاء المعمورة داخل صندوق صغير لا يتجاوز شاشة الكمبيوتر الشخصي.
من هدا المنطلق كان لزاما علينا أن نتعامل مع هده التحديات الكبيرة ونقدم تصورا فكريا مدعوما بإجراءات عملية وإستراتيجية سهلة التطبيق متطورة ومواكبة لهده التغييرات السريعة في إدارة الواقع الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي لمجتمعنا يتناغم مع بيئتنا ، مستهدفينا بناء وتنمية القدرات المعرفية والمهارات عن طريق الإعداد المتميز للعقول البشرية لتفعيل طاقات رأس المال البشري.
وحيث أن العلوم في تطور ونمو مستمرين وسريعين وان الوصول إلى الحقيقة عمل متجدد ومتطور باستمرار في أدواته ووسائله . وأن المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء تنطلق سياسته من هذا المنطلق ومن تلك الجهود المنظمة والمخطط لها والتي تستهدف حل مشكلات محددة بأسلوب علمي سليم وبأفضل الطرق والأساليب لتطبيق المعارف العلمية بالاعتماد على المنهجية في الفحص والتقصي وبمراعاة الدقة والأمانة والموضوعية والأمانة العلمية.
إن هذا المركز يؤكد دائما بأن ما يقوم به هو تقديم الحقيقة العلمية التي لا تحتمل الريب ويقوم بالإعلان عنها في إصداراته السنوية ولا يتدخل في من يطبقها ولا يلزم بها أحد.
ومن هذا المنطلق يسرني أن أتقدم إلى مجتمعاتنا الإسلامية والتي تهتم بهذه العلوم أينما كانوا هذا العمل البسيط وقد جاء محققا لآمال الكثيرين ، فقد خرج هذا العمل متكاملا مترابطا مما يدل على جهد كبير قيم مخلص يستحق الشكر والثناء لجميع من ساهم في تقديم هذا العمل بهذه الصورة وكلنا أمل بأن يستمر هذا العمل من قبل المختصين بهذا المركز وأن يكون إسهاما لتقدم هذه الأمة نحو مستقبل أفضل في سياق الحضارة الثقافية والعلمية والإسلامية المعاصرة.

والله ولي التوفيق


د. أكرم الكاسح

مدير عام المركز


⋏ TOP